الأخبار
صبرى غنيم
من لا يعرف معني الانتماء.. يسأل درويش وخفاجي
- أنا عن نفسي اعرف أن الانتماء أن تكون عاشقا لعملك.. وإن كانت درجات العشق تختلف من شخص إلي شخص آخر، فهناك من يجسد عشقه في عمله في دعم البراعم الشابة التي تنمو بجانبه فيري شبابه فيها، وهناك من يحتفظ بعشقه لعمله لنفسه فيحجب الرؤية عن شبان كانوا في حاجة إلي طاقة نور يطلون منها علي مستقبلهم.. وهذا هو قدرنا في الأجيال الجديدة التي انظلمت وهي تطفو علي السطح بدون خبرة ولا انتماء للمواقع التي تعمل فيها.. وهذه القضيه أطرحها الآن بعد أن شرفني وشرف جيلي الابن النابغ الكاتب الصحفي الأستاذ محمد درويش مدير تحرير »‬الأخبار» بفوزه بجائزة مصطفي وعلي أمين في الانتماء.. وإن كنت أري أنها جاءت متأخرة مع أنها الأحق في الأولوية عن غيرها من جوائز، لأن الانتماء يمثل قيما نبيلة في العطاء وهذا ما نفتقده في هذا الزمن الردئ.. لذلك لا أستطيع أن أصف لكم سعادتي يوم أن فاز بهذه الجائزة لأول مرة الابن المتألق شريف خفاجي مدير تحرير جريدة الأخبار وكما يقولون عنه إنه كومندا المطبخ الإخباري الذي يقدم للقارئ جريدة »‬الأخبار» صباح كل يوم، وشريف من الشبان الذين يعملون في صمت، بدأ حياته الصحفية ممثلا للأخبار في عدة وزارات آخرها وزارة النقل وبجهده ونزاهة قلمه تولي مسئولية مدير التحرير التنفيذي في عهد الكاتب الكبير ياسر رزق صانع النجوم بسبب انتمائه للمهنة ولبيته أخبار اليوم..
- علي أيامنا لم يكن هذا التكريم معروفا بيننا، وقد يكون السبب هذا هو أننا كنّا أكثر حظاً لتواجدنا في حياة جيل العمالقة محمد التابعي ومصطفي وعلي أمين ومحمد حسنين هيكل وأحمد بهاء الدين وأحمد الصاوي محمد ومحمد زكي عبد القادر وموسي صبري وجلال الدين الحمامصي ويوسف السباعي ورشدي صالح وأنيس منصور وسعيد سنبل وإبراهيم سعده.. هؤلاء العمالقة تعلمنا منهم الانتماء للمهنة وكيف لا نبيع أقلامنا بالمال ولا أصحاب الأعمال.. وأشهد أن جيلي ورث عن هؤلاء العمالقة قيما علموها فيما بعد لأبنائهم، فرأينا أبناء جلال دويدار وهم يتبوأون مواقع قيادية وما أكثرهم الآن في مواقع رئيس التحرير.. لذلك كانت سعادتي وأنا أري شبابي في ابني الأستاذ محمد درويش وهو يفوز بجائزة الانتماء.. ليلحق بتوءمه في العطاء شريف خفاجي.. وللحق الاثنان نموذجان مشرفان في العطاء بين جيلهما.. درويش يطلقون عليه لقب رجل المهام الصعبة لأنه »‬عين» رئيس التحرير في صفحات الرأي فهو الذي يتحمل المسئولية أمام الصحيفة وأمام القارئ.. ولأنه صحفي يعرف قيمة الرأي الآخر فكثيرا ما تراه يغض البصر عن سطور في المقال قد تحمل نقدا لاذعا للحكومة وكل همه أن يخرج المقال حاملا وجهة نظر الكاتب لا وجهة نظر الحكومة..
- ولكي أكون منصفا فهذه كلمة حق عن كاتبنا الراحل الأستاذ سعيد سنبل أذكر له مقولة قالها قبل رحيله.. إن هذا الجيل من الصحفيين الشبان انظلم لأنه لم يجد من يأخذ بيده فأصبح كل منهم يقاتل من أجل البقاء في مناخ لم يعد فيه انتماء بسبب غياب المدارس الصحفية.. ولذلك كانت مبادرته في تأسيس أول مركز إعلامي يضم بين مؤسسيه كبار الكتاب والصحفيين بغرض تدريب الصحفيين الشبان وإتاحة الفرصة أمامهم ليتبوأوا مواقع قيادية في صحفهم، أمضي سعيد سنبل أربع سنوات رئيسا »‬للمركز الإعلامي العربي» قبل رحيله ثم أوصي بأن يخلفه زميل عمره الكاتب الكبير صلاح منتصر »‬أطال الله في عمره» والذي أمضي ٦ سنوات رئيسا له والآن يرأسه الدكتور مصطفي الفقي الذي عين هذا الأسبوع مديرا لمكتبة الأسكندرية.. نجح المركز في تحقيق رسالة الراحل الكبير الأستاذ سعيد سنبل وأصبح طاقة نور للصحفيين الشبان يتعلمون فيه الانتماء قبل المهنة، لذلك أطالب مجلس أمناء جائزة مصطفي وعلي أمين أن تكون هناك أكثر من جائزة للانتماء لأن قيمة الصحفي في انتمائه لمهنته..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف