الجمهورية
محمد الدمرداش
خصوم أبوريدة .. وذرات الخير
يخطئ من يظن أن الخير اختفي تماماً من نفوسنا. وصرنا أقرب ما يكون من مواجهات الغابة الدامية التي لا تعترف بالعقل والمنطق. والدليل علي ذلك ما ظهر وخرج وثبت بالكلمة والفعل من قيادات الرياضة المصرية تجاه انتخاب المهندس هاني أبوريدة. عضواً بالمكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" وفوزه الكاسح بـ50 صوتاً مقابل 4 لمنافسه الكاميروني.
فرغم حالة العداء والخلاف القائمة بالفعل بين أبوريدة. والبعض.. إلا أن الغالبية تناسوا تماماً هذه الملفات. أو اتفقوا ــ بدون اتفاق ــ علي غلق صفحاتها ولو مؤقتاً من أجل الهدف الأهم والأكثر إلحاحاً وهو الحفاظ علي مقعد فيفا. وما يعنيه من تأكيد للدور المصري قارياً ودولياً. وتعويض ما خسرناه في إعادة رسم خريطة الكرة الأفريقية في السنوات الأخيرة.
لم يخسر مرتضي منصور شيئاً عندما احتضن أبوريدة في قرعة البطولة العربية للأندية. باستثناء صدمة من سعوا للمزيد من الفجوة والتناحر بين الطرفين والاستفادة من هذه الحالة بشكل أو بآخر.. ولم يكلف أحمد شوبير نفسه سوي بكلمات بسيطة وجه خلالها التهنئة لأبوريدة والكرة المصرية. ولم يتحمل الدكتور كرم كردي. سوي مشقة الوقوف بجوار أبوريدة. والتقاط صورة تذكارية معه. مع كلمتين طيبتين في المنامة.
قس علي ذلك العديد من عبارات ومقولات الدعم والمساندة في الداخل والخارج. من شخصيات دخلت في مواجهات وصراعات خاصة مع أبوريدة. ولكنها حرصت علي تغليب المصلحة العامة. أو هكذا وضح لنا في النهاية.. وعلينا افتراض حسن النية وليس العكس.
المهم أننا اتحدنا من أجل هدف واحد حتي تحقق. وعلينا الآن الاتفاق أو التعاون من أجل إصلاح شامل للمنظومة الرياضية من الداخل. نتخلي ولو مؤقتاً عن مطامعنا وأهدافنا الشخصية. وننظر ولو لمرة واحدة لما هو أبعد من مكسب أو مطلب شخصي. أو رغبة في السيطرة والاستحواذ.. مجرد تجربة لن تكلفنا الكثير.. ولكنها ضرورية إذا أردنا الإصلاح بالفعل.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف