أعادت منظمة اليونسكو تأكيد قرارها باعتبار اسرائيل محتلة للقدس. ودعا القرار الي كشف حقيقة ما تتعرض له القدس من تهديدات عنصرية للقضاء علي معالمها الأثرية والتاريخية. صوت 22 عضوا علي القرار. وامتنع عشرة أعضاء عن التصويت.
القرار يقطع الطريق علي محاولات اسرائيل ضم القدس اليها. واعتبارها عاصمتها الموحدة.
جاء تعقيب نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي علي القرار ـ كالعادة ـ رافضا ومسخفا. فالهدف الصهيوني يناقش حل الدولتين. لكنه يسعي الي الدولة الواحدة التي تقتصر المواطنة فيها علي المستوطنين اليهود.
هذه الخطوة الدولية المهمة تعني ـ للجانب العربي ـ بداية. يجب أن تتبعها خطوات أخري لاستعادة الحقوق الفلسطينية. برفض شرعية الاحتلال. وازالة المستوطنات. واعادة اللاجئين. واقرار حل الدولتين. واعتبار القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.
ولأن الأمنيات لا تصنع واقعا. فان الخطوات التالية مسئولية الهيئات السياسية الرسمية والأهلية في الوطن العربي. بحيث تتجه الي المؤسسات المماثلة في العالم. لتبصيرها بالحقوق الفلسطينية التي خفت صوتها بتأثيرات الميديا الصهيونية. وتخاذل العرب. بل وافتقادهم المنهجية التي تتيح وصل ما كان بخطوات المستقبل. واعادة تحريك القضية الفلسطينية. بالانتصار لمبدأ المقاومة. وتحديد موعد نهائي للمفاوضات العقيمة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية. بما يوقف مهزلة اتساع المستوطنات علي حساب الوجود الفلسطيني.
أخشي أننا أسرفنا في مخاطبة نحن. الاتجاه الي أنفسنا بالتوضيح والشرح. والتبصير بالأخطار التي تهددنا.
نحن نتفهم الأخطار التي تحيق بنا. المهم أن يدرك العالم هذه الأخطار. وفي مقدمتها الاعتداء علي تراثنا الحضاري. ليس في فلسطين وحدها. وانما في الأقطار العربية. لا أبرئ الصهيونية ـ وبخاصة وزير الحرب الاسرائيلي الأسبق موشي ديان ـ من سرقة الآثار المصرية في سيناء. كما لا أبرئها من تدمير متاحف العراق. وسرقة معروضاتها. ولا الجرائم التي أحدثتها في مدينة تدمر التاريخية السورية.
إدانة المخططات الصهيونية في القدس والمدن الفلسطينية يجب أن تليها خطوات أخري أشد جدوي. نعري الحلم الصهيوني بداية من اختلاق التنظيمات الارهابية مثل داعش والنصرة وبيت المقدس وغيرها. ودعمها بالأموال والسلاح. وتسخيرها لتدمير القوي العربية الاقتصادية والعسكرية والاجتماعية "أذكرك باعتذار داعش للحكومة الاسرائيلية عن خطأ اطلاق صاروخ علي الكيان الصهيوني" ومحاولة الانتساب الي التراث العربي. بل واستلابه. تواصلا مع تصدير الاغتيالات للعلماء العرب. واستباحة الأجواء والأراضي العربية. وفرض التوتر والمؤامرات بما يجعل الوطن العربي علي فوهة بركان لا تهدأ نيرانه!