الأهرام
خالد الأصمعى
الضرورة فى وثيقة حماس
لم تكن مناورة سياسية وانما هو فقه الضرورة، فالحقيقة على الأرض تفرض معطيات جديدة لإدارة الصراع فيها الكثير من المتغيرات التى تستلزم أفقا اوسع وسياسة اكثر وتصادما اقل، فجولات الحرب التى خاضتها حماس مع إسرائيل اثبتت ان كليهما لا يستطيع انهاء الأخر، وها هى حماس تخطو اولى خطوات منظمة التحرير قبل اوسلو وتكتب صياغة جديدة ودستورا جديدا للنضال والتحرر فى وثيقة تراجعت فيها كثيرا عن تشنجات القوة التى ذاق من جرائها ابرياء الشعب الفلسطينى الدمار والخراب امام محتل غاشم يفرض القوة كأمر واقع ويحظى بدعم سياسى فى المحافل الدولية تدير دفته الولايات المتحدة الأمريكية مع كل الرؤساء الذين توافدوا على سدة الحكم.

فالأهم فى الوثيقة الجديدة القبول بدولة على حدود 67 وتراجع عن الدعوة الصريحة بتدمير إسرائيل مع تأكيد حماس بشكل واضح أنها لا تعادي اليهود بسبب ديانتهم، بل لاحتلالهم أرض فلسطين، وهذا التقدم المذهل فى التفكير قد قطع على إسرائيل محاولات تدين الصراع، ثم الأكثر اهمية فى وثيقة حماس الجديدة هو البرجماتية المطلقة فى تعريف الحركة لنفسها بأنها حركة تحرر ومقاومة وطنية فلسطينيّة بمرجعية إسلامية، هدفها تحرير فلسطين ومواجهة المشروع الصهيوني، ويختلف هذا النص عن نظيره الذي ورد في ميثاق الحركة الأول، الذي نص صراحة بأن الحركة جناح من أجنحة جماعة الإخوان المسلمين.وتزامن إعلان الوثيقة مع زيارة أبو مازن إلى واشنطن يبعث برسالة مفادها ضرورة ان تكون حماس طرفا فى اى عملية تفاوضية قادمة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف