الوفد
ابراهيم القرضاوى
هذا كتابكم (2/2)
يرى الناصريون أن عبدالناصر هو: السد العالى–تأميم قنال السويس–القومية العربية!.. ولكل ناصرى كل الحق فى أن يرى فى عبدالناصر زعيمًا ندر أن يجود الزمان بمثله أو يراه ملهمًا حقق طفرة هائلة فى الصناعة وأنه كان حاكمًا وطنيًا شامخًا ولم يكن ديكتاتورًا.. هذه رؤى أو مرائى بالتأكيد يعتقدها البعض، ولكن أيضًا من حق الآخرين رفضها على هذا النحو جملة وتفصيلًا!!.. لقد فصلت–من وجهة نظرى–أسباب ما غُرس فى أذهان جماهير غفيرة محليًا وإقليميًا ودوليًا عن عبدالناصر فى بعض مؤلفاتى ومقالاتى، ففى همة متسارعة للغاية قام إعلام مجموعة يوليو بتلويث كل رموز العهد السابق عليه واغتيال شخصياتهم جميعًا بدون استثناء وإشاعة التأييد الجارف الكاذب من كل فئات الشعب لهم، وكيف لا والميكروفون بأيديهم وحدهم والصحف والمجلات والإصدارات أضحت كلها طوع يراعهم!
صورة طبق الأصل مكررة لكل ما حدث بالثورات الشيوعية والملونة تمامًا! لعل القارئ يقارن بين ما فضحته إعلامية على الهواء مباشرة بإحدى حلقات الإعلامى أحمد موسى على قناة صدى البلد من أنها رأت كمًا هائلًا من المحمول المفتوح يبث منه النشطاء الفاسدون ومن مقر شهير مشبوه أخبارا ملفقة وكاذبة عن مجموعات وهمية وأحداث مفبركة!!.. عن مثيل لثورة مزعومة!.. أما يراه الجانب الآخر من الشعب المصرى، وأزعم أنهم الأغلبية الساحقة، عن عبدالناصر (.. هزيمة 67 المشينة الفضيحة أم جلاجل! – قطع أواصر دولة وادى النيل–كارثية قرار تأميم قنال السويس قبل انتهاء امتيازها بشهور قلائل!–الإهانة المتعمدة لرموز الدولة بدءًا من سعد زغلول الذى وصفه علنًا بأنه ركب الموجة ومرورًا بكل رؤساء الأحزاب وانتهاء بالمظالم التى حاقت بالفريق أ. ح. محمد نجيب).
وفى هينمة من تفصيل.. شعب مصر والسودان شعب واحد وليس شعبى جوار، شطر وادى النيل مصر عن السودان والسودان عن مصر خيانة عظمى.. ضرب قنال السويس وغلقها وتهجير أهلها وسقوط آلاف الشهداء والسماح بمرور إسرائيل من خليج العقبة دون علم الشعب نتيجة مغامرة ومقامرة غير محسوبة علميًا ولا سياسيًا ولا اقتصاديًا استنطاقًا لصلف الزعامة، نكرر.. مُعادلة القنال صفرية أو سلبية خسائرها المادية كانت تفوق عائد ما كان يمكن أن نحصل عليه منها نتيجة غلقها وإعادة تطهيرها وفتحها بخلاف ما لا تعوضه أموال قارون وهى الدماء التى أريقت بهذه العنتريات تحت قناع الحرية وحقيقتها عنجهية الزعامة!
جمال عبدالناصر هو تخريب العلاقة بين الملاك والمستأجرين وأساس تزوير التاريخ وتبديد رصيد مصر الذهبى على الانقلابات، بينما شعب مصر يتضور–حرمانًا من كل جديد.. عبدالناصر كان السبب الرئيسى فى تدمير صناعات وطنية كانت لها أسواق بارزة فى كل أوروبا كالغزل والنسيج وكساد فى أسواق القطن المصرى، الذهب الأبيض.. وفى هذا المجال ينبغى أن نفرق بين إقامة مصنع Factory أو وحدة إنتاجية Productive unit وبين قيام صناعة Industry.. وفى النهاية تأميم قنال السويس كان أطروحة مكرم باشا عبيد والحياد الإيجابى نادى به وكرره كثيرًا جدًا قبل أحداث يوليو المشئومة فكرى باشا أباظة وأخيرًا وليس آخرًا فإن ما لا يعرفه المصريون بعامة والشباب بخاصة أن عبدالناصر لم يكن بطلًا للقومية العربية.. بل كان رائدها ومفجرها هو الملك فاروق نفسه!! وفى نهاية المقال أشير إلى أنه هناك العديد الذى يساند هذه الحقائق.. أعد بتدوينها وذكرها فى مقالات أخرى إن شاء المولى جل جلاله وتقدست أسماؤه وآلاؤه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف