الجمهورية
طارق الأدور
كلام رياضي جداً .. بيزنس الكرة
سألني بعض الأصدقاء لماذا تهاجم اتحاد الكرة وتطلق عليه لقب "اتحاد البيزنس" رغم أننا في عصر "صناعة الرياضة" الذي أصبحت فيه الرياضة وبخاصة كرة القدم مطالبة بالبحث عن موارد تقوم بالصرف عليها بدلاً من الاعتماد علي ميزانية الدولة.
فضلت أن تكون إجابتي في هذه السطور من واقع تجارب عديدة في العالم من شأنها أن تجعل كرة القدم بالفعل صناعة حقيقية تدر الملايين للصرف علي اللعبة ولكن دون أن ننجرف لما يفعله الاتحاد الحالي من خرق للوائح والأعراف من أجل تحقيق المال.
الشعار العالمي للرعاية في الرياضة هو أن تدر الرياضة الأموال المطلوبة للصرف علي الرياضة بمعني أن الهيئات الرياضية ليست جهات قابلة للربح مثل الشركات وإنما مثلاً إذا كانت تحتاج طبقاً لخططها طويلة المدي واستراتيجياتها لمائة مليون جنيه فإنها تفكر في جلب هذه الأموال من الرعاية للصرف منها علي هذه المشاريع بحيث يتم صرف المبالغ بالكامل علي الرياضة دون مكاسب لأن الاتحاد أو الهيئة ليست جهة قائمة من أجل تحقيق أرباح لتلك الهيئة أو أرباح شخصية لأعضاء مجلس الإدارة الذين يفترض أن يكون عملهم تطوعياً.
ولا يجب أن يكون جلب المال للهيئة الرياضية أو هنا المقصود اتحاد الكرة مبرراً للخروج عن الأعراف الرياضية ومن أجل هذه الأموال.
وإلا لكان من الممكن مثلاً أن يستغل اتحاد الكرة مقره الفاره المطل علي النيل في الجبلاية لإقامة قاعة للحفلات والأفراح تدر أكثر من مليون جنيه شهرياً وهو أمر بالطبع غير مقبول.
وعلي ذكر الأعراف الرياضية لم يكن مقبولاً مثلاً من أجل جلب المال أن يسمح الاتحاد لشركة راعية باقتحام خصوصية المنتخب والتصوير من داخل المعسكر حتي غرف نوم اللاعبين قبل وأثناء مشوار كأس العالم وكأس الأمم.
وليس مقبولاً أيضاً أن يتم قصر التغطية علي تلك الشركة الراعية بحيث يتم منع الصحف القومية وباقي جهات الإعلام من تغطية أحداث منتخب يحمل اسم مصر بدعوي حصرية تلك الأحداث.
كما أنه ليس من المقبول أن يقوم اتحاد الكرة بالتعاقد مع شركة راعية ثم تقوم نفس الشركة الراعية بفتح منافذ لنصف أعضاء الاتحاد للعمل في الإعلام برواتب شهرية. وهو أمر يتعارض مع كافة القوانين واللوائح الرياضية التي تمنع الأقارب حتي الدرجة الرابعة من العمل أو التعامل داخل الاتحاد.. فما بالك بأعضاء مجلس الإدارة أنفسهم.
وليس معني ذلك أنني أشكك في القدرات الإعلامية لأعضاء الاتحاد. فكلهم أصدقاء متميزون في هذا العمل ولكن كان عليهم تجنب هذا العمل خلال فترة تواجدهم بالاتحاد.
فليس معقولاً مثلاً أن يقوم عضو مجلس الإدارة الإعلامي باستضافة عضو مجلس إدارة آخر في برنامج ثم يقومون بالاتصال تليفونياً برئيس الاتحاد في مداخلة تليفزيونية ومعهم أحد ممثلي الشركة الراعية ليقوم المشاهد المسكين بمتابعة وصلة من الدفاع المستميت للجميع عن اتحاد الكرة وقراراته في هذا النوع من إعلام العار.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف