الجمهورية
المستشار عبد العاطى الشافعى
الحب والسلام.. في المسيحية والإسلام
كثيرة.. كثيرة.. هي القواسم المشتركة بين المسيحية والإسلام.. فمن فضائل التعارف والتآلف والمودة والسلام.. إلي قيم التسامح والتناصح والإخاء والوئام.. ومن الإقبال علي فعل الخير وحسن معاملة ومعاشرة الغير.. إلي الإحجام عن الأنانية والأثرة.. أو سلوك دروب الشر.. ومن حب الأوطان وتجويد العمل والعطاء واعتناق العدل والبر والإحسان.. إلي نبذ الشدة والغلظة مع مقاومة البغي والعدوان.
تلكم هي مجرد أمثلة من القيم والفضائل والأخلاق الحميدة.. وغيرها كثير من المثل العليا الراقية الرشيدة.. وأزعم ان ذروة سنام الفضائل والقيم التي تقاسمها المسيحية والإسلام.. هما فضيلة الحب وقيمة السلام.. وإليهما دعا ومن أجلهما جاهد السيد المسيح وأخوه محمد عليهما الصلاة والسلام.. فلقد بلغت فضيلة الحب قمة الشرف الذي لا يرام.. واعتبرها السيد المسيح درة المجد في جبين كل الأنام.ثم جاء الإسلام ليثني علي السيد المسيح عليه السلام وليتمم ما دعا إليه من مكارم الأخلاق ذلكم قول أخيه نبي الإسلام: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" ومن بعد الإنجيل جاء القرآن الكريم ليعظم فضيلة الحب المتبادل بين العبد وربه واعتبار ان سببه وعلاماته وغاياته هي طاعة رسول الله "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله".. ولقد وردت كلمة "الحب" ومشتقاتها في أكثر من ثمانين آية في القرآن الكريم.. ثم إن الرسول الكريم قد أخرج من دائرة الإيمان.. من لا يحب ويرقي بمحبته لأخيه في الإنسانية إلي درجة حبه لنفسه.وجمع رسول الإسلام "عليه الصلاة والسلام" بين فضيلة المحبة وقيمة السلام وجعل منهما معاً علامة وآية وحصاد الإيمان.. بل وجعل من ثلاثتهم : الإيمان والحب والسلام.. تأشيرة دخول الجنة وبلوغ غاية المرام.. ذلك قوله: "لن تدخلوا الجنة حتي تؤمنوا ولن تؤمنوا حتي تحابوا. أفلا أدلكم علي شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم" وهكذا..
واتفقت شريعتا المسيحية والإسلام علي إرساء وترسيخ قيمتي الحب والسلام.. عسي أن يجيد فهمهما أو الالتزام بهما اتباع السيد المسيح واتباع أخيه محمد عليهما الصلاة والسلام.. أما من لا يتفهم ذلك فهو من مرضي القلوب والافهام.. علينا أن نصلي من أجلهم.. ليخلصهم الله من شر الأمراض والسقام.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف